• من عالم الدبلوماسية
  • من عالم الدبلوماسية
  • من عالم الدبلوماسية
  • من عالم الدبلوماسية
  • من عالم الدبلوماسية

لين هاشم تقتحم عالم الرجال

إن كان دخول عالم الدراجات النارية صعباً على النساء فإن دخول مضمار دراجات الموتوركروس يعد من المحال. فهذه دراجات ذات محركات سريعة لا تهدأ يتطلب السيطرة عليها قوة جسدية وليونة وقدرة على التحكم، كما أنها تخضع لكثير من الحسابات الدقيقة فيما يحاول السائق المرور بين كثبان الرمال والصخور والقفز بالدراجة فوق العقبات.


لكن كلمة مستحيل لا مكان لها في قاموس لين هاشم. فإبنة الخامسة والعشرين وخريجة كلية العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت قد تعلمت فنون الدبلوماسية والمناورة في الكتب وفي وزارة الخارجية في لبنان قبل أن تنتقل إلى عالم الترويج والأعمال في دبي.


عشقت لين هاشم الدراجة النارية منذ صغرها ولعل الفضل في ذلك يعود لوالدها المعروف بشغفه بالدراجات. تعلمت القيادة إستحصلت على رخصة قيادة وإقتنت دراجتها الأولى التي قادتها في شوارع بيروت وعلى الطرقات السريعة. وعلى الرغم من سعادتها إلا أنها سرعان ما إكتشفت شغفاً لا يقاوم بدراجات الموتوركروس.
يصعب التصديق بأن هذه المرأة القاتنة والهادئة والأنيقة قادرة على التأقلم على مضمار الموتوركروس حيث أصوات المحركات المخيفة والأتربة والوحول والعوائق الصعبة. يختفي هذا الإنطباع فور إمتطائها دراجتها فتتحد مع الدراجة وتتحول على الفور إلى سائق لا يعرف الخوف ولا يتردد بالإنطلاق بحثاً عن أصعب العوائق.


سألتها إن كانت لا تخشى الوقوع فضحكت وأجابت بأنها عندما تقع فإنها تقع وهي تفكر بالوقوف على الفور. راقبتها وهي تتمرّن على المضمار وذهلت لسرعة إتخاذها القرارات وقدرتها على التحمل، ولكن أجمل لحظة كانت عند سقوطها وهي ترفع علامة النصر. وقفت ضاحكة وعادت قافزة على متن دراجتها وكأن شيئاً لم يكن، وعلّقت قائلة: "إنها رياضة رائعة وآمنة جداً طالما أنك ترتدي عدة الوقاية الكاملة وتفكر بذكاء وبدون خوف."
تعترف لين بأنها من القليلات جداً اللواتي يفكرن بقيادة دراجات الموتوركروس ولكنها تصر بأن هذه الرياضة مناسبة جداً للمرأة فهي تعطيها فرصة ممتازة للتعبير عن الذات والتغلب على الخوف وإكتساب ثقة لا تضاهى بالنفس، كما أنها رياضة ممتعة وآمنة جداً. كما تتمنى أن يزداد عدد النساء اللبنانيات اللواتي يقدن هذا النوع من الدراجات النارية وتأمل أن تسنح لها الفرصة لتكمل تدريباتها وتحصل على فرصة لتنافس بإسم لبنان في البطولات الدولية. وعلى الرغم من سفرها المستمر إلا أنها مواظبة على التدريب خصوصاً في دبي حيث  تتميز قيادة دراجات الموتوركروس في الصحراء بمتعة لا مثيل لها.


بالكاد أكملت عبارتها حتى أطلقت العنان لدراجتها مجدداً لتختفي تاركة كل ما خلفها وسط سحابة من الغبار. راقبتها مرة أخيرة وهي تناور يميناً ويساراً وأنا أشعر بكل فخر وإعتزاز، فهذا الفتاة اليافعة قد تكون من أوائل اللبنانيات اللواي تجرأن على إقتحام هذا العالم الذكوري ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة.

 

شاركنا رأيك